واشنطن تمهد لانقلاب ناعم في اليمن: رأس واحد بدلاً من "مجلس الرؤوس الثمانية"

في تطور لافت قد يعيد تشكيل هرم السلطة في اليمن، كشفت مصادر سياسية عن استراتيجية أمريكية جديدة تهدف لتقليص تعددية القيادة في البلاد، عبر حل مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليًا، والذي يضم ثمانية أعضاء.
وفقًا لعبدالسلام محمد، مدير مركز أبعاد للدراسات وقيادي في حزب الإصلاح، فإن السفير الأمريكي لدى اليمن أبلغ شخصيات يمنية بارزة — خلال لقاء جرى في الخارج مؤخرًا — بأن المجتمع الدولي لم يعد يرى فاعلية في تعدد مراكز القرار، مؤكدًا رغبة واشنطن في "التعامل مع رأس واحد فقط".
هذه التصريحات، وإن جاءت غير مباشرة، تشير إلى نية الإدارة الأمريكية الدفع نحو تفكيك المجلس الرئاسي الحالي، الذي تأسس كسلطة توافقية بعد اتفاق الرياض، تمهيدًا لصياغة مشهد سياسي أكثر "انسيابية" وفقًا للمصالح الإقليمية والدولية.
وتزامن الحراك الأمريكي مع سلسلة لقاءات مكثفة عقدها القائم بأعمال السفير الأمريكي مع ما يُعرف بـ"التكتل الوطني للأحزاب اليمنية"، الذي ترعاه الولايات المتحدة ويقوده حاليًا أحمد عبيد بن دغر، أحد رموز النظام السابق.
ورغم أن السفير لم يحدد الاسم الذي تنوي واشنطن الدفع به إلى الواجهة، إلا أن تسريبات وتقارير سياسية تربط الاستراتيجية الجديدة بمحاولات إعادة إنتاج نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عبر واجهات جديدة أكثر قبولاً دوليًا.
الخطوة الأمريكية قد تفتح الباب أمام صراعات جديدة داخل التحالف الموالي للرياض، خصوصًا مع فصائل كالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يملك تمثيلاً داخل المجلس الرئاسي ويعارض أي تقليص لدوره.
في ظل هذا الزخم، يبدو أن اليمن يقف أمام مرحلة سياسية جديدة، ربما تعيد ترتيب القوى وتوزيع الأدوار، تحت إشراف مباشر من واشنطن.