أخبار اليمن

انسحاب غير مسبوق.. الانتقالي يفكك قواته من شرق اليمن وسط ضغوط وتحولات غامضة

في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خارطة السيطرة في الجنوب اليمني، بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً سحب وحدات كبيرة من قواته من مناطق الهلال النفطي في محافظة شبوة، شرقي اليمن، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات.

التحرك جاء بالتزامن مع تحركات سياسية وأمنية لافتة، شملت اجتماعًا حساسًا بين نائب رئيس الانتقالي أبو زرعة المحرمي ووزير الدفاع في حكومة عدن، محسن الداعري، حيث ناقشا إعادة هيكلة وتدريب القوات ودمجها تحت مسمى "التنسيق العملياتي" — وهو مصطلح يثير تساؤلات حول مصير الفصائل المسلحة التابعة للمجلس.

وبحسب تصريح للإعلامي رياض مطهر، فإن ثلاثة ألوية إماراتية الانتماء بدأت الانسحاب فعلياً من شبوة، متجهة إلى مناطق أكثر قربًا من عدن مثل ردفان ولحج، ما يشير إلى إعادة تموضع مدروسة في ظل تغيرات إقليمية ودولية.

هذه التحركات تتقاطع مع نشاط مكثف يقوم به القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري للقوى الموالية للتحالف، وسط ضغوط لعقد جلسات مجلس النواب اليمني في عدن — معقل الانتقالي الذي لطالما رفع شعار الانفصال ورفض المؤسسات القادمة من صنعاء أو الرياض.

اللافت أن الانسحاب من شبوة، وهي من أهم المحافظات الغنية بالنفط، يأتي دون مواجهات أو صدام، ما يعزز التكهنات بأن المجلس يخضع إما لتفاهمات إقليمية ودولية، أو يراهن على تحصين مناطقه الخلفية تحسبًا لأي تغيرات مفاجئة في توازن القوى.

في كل الأحوال، تبدو الخطوة بداية مرحلة جديدة في علاقة الانتقالي بالتحالف، وقد تمهد لسيناريوهات غير متوقعة في الجنوب اليمني، حيث تتداخل الطموحات السياسية مع خطوط النفوذ العسكري.

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى