ترامب يلوّح بالتخلي عن إحدى مقتنياته.. هل بدأ فعلاً الانتقام من ماسك؟

في تطور مفاجئ يعكس تصاعد التوتر بين اثنين من أكبر الأسماء في عالم السياسة والتكنولوجيا، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه يفكر جديًا في التخلص من سيارته الكهربائية من نوع "تسلا"، التي أنتجتها شركة الملياردير الشهير إيلون ماسك.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مقربة من ترامب أن هذه الخطوة تعكس حجم الاستياء الشخصي المتراكم لدى الرئيس السابق تجاه ماسك، في ظل ما بات يُوصف بـ**"حرب باردة" مفتوحة** بين الرجلين.
صداقة انتهت بضجيج إعلامي:
وكانت العلاقة بين ترامب وماسك قد بدأت منذ أشهر باعتبارها "تحالفًا غريبًا" بين السياسة والمال، ووصفتها بعض الصحف الأمريكية بأنها "صداقة استثنائية وغير متوقعة"، خصوصًا مع إشارات التقارب التي ظهرت خلال حملات ترامب الانتخابية السابقة.
لكن سرعان ما انهار هذا التحالف بشكل دراماتيكي، بعد خلافات متراكمة، بلغت ذروتها الأسبوع الماضي، عندما هاجم ماسك مشروع قانون اقتصادي ضخم يدعمه ترامب، واصفًا إياه بـ"العبء على الاقتصاد"، بينما يراه ترامب مشروعًا "كبيرًا وجميلاً" لإنقاذ أمريكا.
من السياسة إلى السخرية:
ما زاد حدة الخلاف أن تبادل الانتقادات بين الطرفين خرج من القنوات الرسمية إلى المنصات الرقمية والإعلامية، حيث لم يتردد ترامب في وصف ماسك بـ"المتقلب والناكر للجميل"، فيما ألمح ماسك إلى أن ترامب "لا يفهم الاقتصاد الحديث".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجمات المتبادلة بين الطرفين شملت كل شيء، من الملفات الجادة كالتشريعات والسياسة، إلى التفاصيل التافهة كسلوكيات التواصل و"طريقة قيادة السيارة".
تسلا في مرمى نيران ترامب:
وفي مؤشر على أن الخلاف لم يعد مجرد سجال سياسي، أشار ترامب خلال حديث خاص إلى أنه يفكر في بيع أو استبدال سيارة "تسلا" الخاصة به، مضيفًا بحسب مصادر إعلامية: "لا يمكنني القيادة بسيارة صنعتها يد ماسك، بينما يهاجم مشروعي بهذا الشكل."
هذا التصريح يعكس تحول العلاقة من تحالف مصلحي إلى عداء شخصي علني، في وقت يستعد فيه مستشارو ترامب، بحسب مصادر مطلعة، إلى "معركة طويلة الأمد" ضد ماسك، قد تشمل حملات إعلامية مضادة وملفات سياسية معقدة.
خلفيات الخلاف:
يرتبط جزء من الخلاف بمشروع قانون ضخم للإنفاق، يحاول ترامب تمريره عبر الكونغرس، ويهدف إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي، في حين يرى ماسك أن المشروع سيفتح أبواب الهدر المالي ويضر بالاستثمار والتكنولوجيا، وهو ما اعتبره ترامب "خيانة لدعم كان يجب أن يكون واضحًا من ماسك".