أخبار اليمن

82 ألف مقاتل وجاهزية قصوى.. صنعاء ترسل إنذاراً نارياً للسعودية

نفذت قوات صنعاء اليوم الثلاثاء مناورة عسكرية مكثفة لوحداتها المكلفة بحراسة الحدود، في خطوة تعكس رفعاً غير مسبوق لمستوى الجاهزية القتالية، وتأتي في توقيت دقيق يتزامن مع تصاعد التحركات الأمريكية والإسرائيلية لتعزيز التنسيق مع فصائل موالية للتحالف السعودي الإماراتي.

وشهدت المناورة، التي بثتها وسائل إعلام صنعاء، استعراض مهاري متقن لوحدات حرس الحدود تحت شعار "الجهوزية لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، في إشارة واضحة إلى استعدادات ميدانية غير عادية لمواجهة أي تهديدات أو هجمات محتملة في المستقبل القريب.

ويرى مراقبون أن هذه المناورة ليست مجرد تحضير تقني بحت، بل تحمل رسالة سياسية وعسكرية مُبطنة إلى الرياض، مفادها أن صنعاء لم تضعف وأن قدراتها القتالية في تزايد مستمر رغم الضغوط والحصار.

وفي ظل هذه الاستعدادات، تصاعدت وتيرة التعبئة العسكرية في محافظة حجة التي شهدت مؤخرًا عرضًا شعبيًا حاشدًا شارك فيه أكثر من 1500 مقاتل من خريجي دورات "طوفان الأقصى"، التابعة لقوات التعبئة العامة في مديرية الشاهل، حيث جدد المشاركون التفويض المطلق للقيادة لاتخاذ كافة الخيارات العسكرية لمواجهة "العدوان الصهيوني" ودعم المقاومة في غزة.

جاءت هذه التحركات بعد إعلان صنعاء عن تخريج دفعة جديدة ضخمة قوامها نحو 82 ألف مقاتل من خريجي ذات الدورات العسكرية، ما يشكل دفعة نوعية تعزز من القوة القتالية وتوسع من حجم الردع المحتمل في مواجهة أي هجمات خارجية.

في هذا السياق، توحي المناورة بأن صنعاء تستعد لأي سيناريو مستقبلي، وأنها تسعى عبر هذا الاستعراض العسكري إلى إبلاغ القوى الإقليمية، وبالأخص السعودية، أن اللعبة السياسية والعسكرية في اليمن لا تزال في غاية التعقيد، وأن تصعيد الجبهات قد يكون خيارًا مفتوحًا، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.

هذه المناورة، في وقت تعزز فيه التحالفات الإقليمية الضاغطة ضد صنعاء من تحركاتها، تؤكد أن الحوثيين يرسلون إشارات واضحة بأنهم جاهزون للحفاظ على مواقعهم، وأنهم يعوّلون على تعزيز الجبهات الداخلية لتكون درعًا يحميهم ويخيف خصومهم.

وفي ضوء هذه المعطيات، تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى قدرة الرياض وحلفائها على استيعاب هذه الرسالة، وكيف سيُعيدون حساباتهم إزاء تصعيد محتمل، وسط مخاوف من انفجار جبهات جديدة تُربك التوازنات الإقليمية؟.

المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى