أخبار اليمن

"الآمن" الذي يقتل بصمت.. دراسة تكشف مفاجآت مرعبة عن السجائر الإلكترونية

في وقتٍ لا تزال فيه السجائر الإلكترونية تُسوّق على نطاق واسع كبديل "آمن" للتدخين التقليدي، فجّرت دراسة حديثة مفاجآت صادمة بشأن تأثيراتها على صحة الفم، قد تدفع الكثيرين لإعادة النظر في مدى أمانها.

الدراسة، التي نُشرت هذا الشهر في المجلة الدولية Journal of Pharmacy and Bioallied Sciences، حذّرت من آثار خفية "قد تكون أكثر خطورة مما يُعتقد"، مشيرة إلى تغيّرات خلوية قد تُمهّد الطريق لأمراض مزمنة أو حتى تحولات سرطانية مبكرة.

 

فريق إماراتي يسلط الضوء على ما لا يُرى بالعين المجردة:

قاد الدراسة فريق بحثي من جامعة الخليج الطبية في عجمان بدولة الإمارات، بإشراف الدكتور سرى فؤاد البياتي، والدكتورة دانية كمال صالح، حيث قاموا بتحليل علمي دقيق لآثار السيجارة الإلكترونية على 100 طالب وطالبة.

نصف العينة كانوا من مستخدمي السجائر الإلكترونية فقط (دون أي تاريخ سابق في تدخين التبغ التقليدي)، بينما شكل النصف الآخر مجموعة ضابطة من غير المدخنين تمامًا.

 

اختبارات دقيقة.. ونتائج مثيرة للقلق:

المشاركون خضعوا لفحوصات سريرية شاملة، واستبيانات طبية، إضافة إلى تحليل مجهري لمسحات من بطانة الفم واللسان، بحثًا عن أي تغيّرات خلوية مرضية.

 

النتائج كشفت أن:

62% من مستخدمي السجائر الإلكترونية يعانون من جفاف الفم ورائحة كريهة مستمرة، مقابل 30% فقط من غير المدخنين.

ارتفاع ملحوظ في لزوجة اللعاب وانزعاج فموي غير مفسر.

 

الصدمة الحقيقية تحت المجهر

لكن الأخطر، وفق الباحثين، كان في الفحوصات المجهرية، حيث ظهرت مؤشرات خلوية توصف عادة بأنها مقدمة لتحول سرطاني محتمل:

وجود خلايا بنواتين بدلاً من نواة واحدة.

تضخم حجم النواة وارتفاع نسبة النواة إلى السيتوبلازم.

ظهور أجسام دقيقة تُعرف بـالميكرونوكلياي (micronuclei)، وهي علامة على تلف جيني مبكر في الخلايا.

 

مخاطر صامتة تنمو في الخفاء:

الدراسة تُحذر من أن هذه التغيرات لا تظهر على شكل أعراض مباشرة، فهي لا تسبب ألمًا أو نزيفًا أو تقرحات. وهذا ما يجعلها شديدة الخطورة، إذ تنمو بصمت داخل أنسجة الفم دون أن يلاحظها المستخدم، مما قد يؤخر التشخيص ويزيد من احتمالية تطور مضاعفات خطيرة على المدى الطويل.

 

"لا تختلف كثيرًا عن السجائر العادية":

الدكتورة سرى فؤاد البياتي، رئيسة الفريق البحثي، قالت في تصريح صحفي إن:

"ما رأيناه تحت المجهر يُشبه بشكل مثير للقلق ما نرصده لدى مدخني السجائر العادية. هذا يدمر تمامًا فكرة أن السجائر الإلكترونية آمنة".

وأشارت إلى أن هذه الدراسة تُعد من أوائل الدراسات في المنطقة التي تجمع بين الفحص السريري والتحليل الخلوي، لتسليط الضوء على مخاطر هذه المنتجات "البديلة".

 

دعوة للمراجعة وإعادة التقييم:

تدعو الدراسة في ختامها إلى مراجعة شاملة للمفاهيم السائدة حول سلامة السجائر الإلكترونية، ومزيد من الأبحاث المستقلة لفهم مخاطرها على المدى البعيد، خصوصًا في ظل انتشارها المتزايد بين فئات الشباب والمراهقين.

المصدر
مساحة نت ـ أمل علي

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى