أخبار اليمن

إيران تلوّح بنقل اليورانيوم للخارج مقابل صفقة.. ومبادرة نووية إقليمية على الطاولة

في تحول لافت في لهجة الخطاب النووي الإيراني، أعلن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، عن استعداد طهران للنظر في نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج، في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع القوى الدولية.

وفي مقابلة مع موقع المونيتور الأمريكي، أكد إيرواني أن إيران لا تزال متمسكة بحقوقها الكاملة بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مشددًا على أن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية هو حق سيادي لكل دولة موقّعة على الاتفاق.

ورغم هذا التأكيد، أوضح المسؤول الإيراني أن بلاده لا تغلق الباب أمام أي تعاون إقليمي في المجال النووي، بل تدرس مقترحات لإنشاء اتحاد نووي يضم عدة دول، ويعمل على تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية من خلال تعاون تقني وتجاري مشترك.

 

"اتحاد نووي" لا يلغي البرنامج الإيراني:

إيرواني أوضح أن فكرة الاتحاد النووي لا تُعد بديلًا عن البرنامج النووي الإيراني، بل تأتي في إطار مبادرة "تكميلية"، تهدف إلى تعزيز الشفافية وتوسيع التعاون دون المساس بحق إيران في امتلاك دورة وقود كاملة.

ولدى سؤاله عن إمكانية تخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية ضمن هذا الاتحاد الإقليمي، أجاب بأن طهران لا تعارض المبدأ، لكنها ستُخضع المقترحات لتقييم دقيق بناءً على مضمونها ومكاسبها.

وقال: "في حال التوصل إلى اتفاق جديد، نحن مستعدون لنقل مخزوننا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% إلى دولة أخرى، مقابل الحصول على اليورانيوم الخام المعروف بالكعكة الصفراء". كما أشار إلى خيار بديل يتمثل في الإبقاء على اليورانيوم المخصب داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن هذا لا يُعد خطًا أحمر بالنسبة لبلاده.

 

تصريحات تأتي بعد حرب ساخنة مع إسرائيل:

هذه التصريحات تأتي في سياق بالغ الحساسية، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل استمر 12 يومًا، بدأت في 13 يونيو، وشهدت هجمات إسرائيلية وأمريكية استهدفت منشآت نووية وعسكرية ومدنية داخل إيران، وأدت إلى اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري وعلماء في مجال الطاقة النووية.

في المقابل، ردت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت منشآت إسرائيلية حساسة، ووسعت من ردّها لتطال قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، عقب إعلان واشنطن استهداف منشآت قالت إنها "قضت على البرنامج النووي الإيراني".

لكن طهران نفت فعالية الضربات، واكتفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالقول إن "العدوان الإسرائيلي-الأمريكي لم يحقق أهدافه"، دون كشف حجم الأضرار.

 

إشارات تهدئة مشروطة:

يقرأ مراقبون هذه التصريحات على أنها إشارة مرنة من إيران، تفتح المجال أمام استئناف مفاوضات النووي التي توقفت منذ فترة، لكنها في الوقت ذاته تأتي ضمن استراتيجية محسوبة بدقة، تعكس أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات جزئية مقابل اعتراف دولي بحقوقها النووية، ورفع العقوبات المفروضة عليها.

وفيما لا تزال تداعيات الضربات الأخيرة محل تضارب وغموض، تُعيد تصريحات إيرواني النقاش إلى المسار السياسي والدبلوماسي، في محاولة لإبقاء الباب مفتوحًا أمام تسوية قد تُخفف من وطأة التصعيد، دون التخلي الكامل عن المكتسبات النووية الإيرانية.

المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى