بعد عقود من العجز.. أول ضربة موجعة للسرطان الذي لا يُهزم

في اختراق طبي مذهل، أظهرت تجربة علاجية جديدة قدرة علاج تجريبي قائم على خلايا المناعة المعدّلة (CAR T) على إبطاء نمو أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا وسرعة في الانتشار: الورم الأرومي الدبقي (GBM)، المعروف بلقبه الأسود "قاتل الدماغ".
التجربة التي أُجريت على مرضى يعانون من مراحل متقدمة ومتكررة من الورم، أسفرت عن تقلص حجم الأورام لدى نحو ثلثي المرضى، وهو ما اعتُبر تطورًا غير مسبوق في هذا النوع من السرطان الذي نادرًا ما يستجيب لأي علاج.
المثير للدهشة أن بعض المرضى تجاوزوا حاجز الـ12 شهرًا من البقاء على قيد الحياة بعد تلقي العلاج — رقم يُعد إنجازًا حقيقيًا، إذ أن المعدل الطبيعي للبقاء في مثل هذه الحالات لا يتجاوز 6 إلى 10 أشهر بعد تكرار الإصابة.
العلاج الذي طوّره باحثون في جامعة بنسلفانيا، يتميّز بأنه لا يستهدف بروتينًا واحدًا فقط، بل اثنين معًا — وهما EGFR وIL13Rα2 — وهما شائعان في أورام الدماغ العدوانية. وتم إعطاء العلاج مباشرةً إلى السائل النخاعي، لتجاوز الحاجز الدماغي الذي كان دائمًا يشكل عائقًا أمام العلاجات السابقة.
العالم ستيفن باجلي، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، علّق على النتائج قائلاً: "أن ترى ورم GBM يتقلص بهذه الطريقة، فهذا أمر لم نكن نحلم بتحقيقه... فكل محاولات العلاج المناعي السابقة لهذا الورم فشلت في تحريك الإبرة."
الورم الأرومي الدبقي هو أكثر أورام الدماغ شيوعًا وشراسة لدى البالغين، ومعروف بأنه يقاوم جميع أنواع العلاجات تقريبًا. وحتى بعد الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيماوي، يعود المرض تقريبًا لدى كل المرضى، ويقضي على الأمل بسرعة مخيفة.
لكن هذا العلاج الجديد، وإن كان لا يزال في مراحله التجريبية، يفتح نافذة أمل كانت مغلقة لسنوات، في معركة لطالما بدت خاسرة منذ البداية.