صفقة سرّية ونهاية مرتبكة: ماذا وراء إعلان ترامب النصر على الحوثيين؟

في خطوة فاجأت حتى أقرب مستشاريه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الانتصار" على جماعة الحوثي المسلحة، منهياً حملة عسكرية شاقة في البحر الأحمر بالكثير من الجدل... والقليل من الإنجاز.
الحملة، التي بدأت بطموحات "كاسحة" لإعادة فتح الملاحة و"ردع الحوثيين"، انتهت بعد 30 يومًا فقط من القصف الجوي المكثف، حيث تكبّدت القوات الأميركية خسائر فادحة، شملت إسقاط طائرات متطورة وخسائر مادية تجاوزت مليار دولار في الشهر الأول وحده.
رغم الضربات، لم تنجح القوات الأميركية في فرض السيطرة الجوية، بينما واصل الحوثيون استهداف السفن وحتى حاملة طائرات أميركية، وأسقطوا سبع طائرات مسيّرة متطورة من طراز MQ-9. كما سقطت مقاتلتان أميركيتان من نوع F/A-18 في البحر نتيجة أعطال وأخطاء كارثية.
وبينما كانت القيادة العسكرية تطالب بتمديد الحملة لأشهر إضافية، كان ترامب -المعروف بنفوره من الحروب الطويلة- يبحث عن "مخرج مشرّف". وهنا تدخل وسطاء عمانيون واقترحوا وقفًا متبادلاً لإطلاق النار، دون إلزام الحوثيين بعدم استهداف السفن الإسرائيلية.
وفي 5 مايو، أمر البيت الأبيض فجأة بتجميد العمليات الهجومية، ليُعلن ترامب بعدها إنهاء الحملة، معبّرًا عن إعجابه بـ"شجاعة الحوثيين"، قائلاً: "لقد أبدوا قدرة مذهلة على التحمل".
ماذا حدث خلف الكواليس؟:
خسائر فادحة: تكبّدت أميركا طائرات بملايين الدولارات، ووقعت إصابات في صفوف الطيارين، وسط تحذيرات من استنزاف الذخائر الاستراتيجية.
خلافات في الإدارة: فريق الأمن القومي انقسم، ووزير الدفاع تورّط في فضيحة تسريب خطط العمليات عبر تطبيق "سيغنال".
مخاوف استراتيجية: جنرالات البنتاغون حذروا من أن الحملة تضعف الجاهزية الأميركية في مواجهة الصين.
صدمة استخباراتية: التقارير أكدت أن الحوثيين يعيدون بناء قدراتهم بسرعة، ولا يوجد "انتصار حقيقي" على الأرض.
صاروخ بعد الهدنة: بعد إعلان ترامب وقف العمليات، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، ما أثار الشكوك حول "جدوى" الصفقة.
إعلان نصر أم هروب تكتيكي؟:
بحسب مصادر أميركية رفيعة، فإن إعلان ترامب لم يكن نتيجة نصر عسكري، بل قرارًا سياسيًا للهروب من مستنقع جديد في الشرق الأوسط. بعض مسؤولي البيت الأبيض أقرّوا بأن ما حدث هو "إعادة تغليف للانسحاب في ورق النصر".
اللافت أن الحوثيين بدورهم أعلنوا "نصرهم" في الحملة، وبدأوا الترويج على وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاغ: "اليمن يهزم أمريكا".