واشنطن تفاجئ الجميع: عرض جديد للحوثيين يتضمن "التخلص من الإصلاح"

في تطور سياسي لافت، كشفت تقارير أمريكية عن عرض جديد تقدمه الولايات المتحدة لحركة "أنصار الله" الحوثية، يتضمن بنداً غير مسبوق بإزاحة حزب الإصلاح – الجناح اليمني لجماعة الإخوان المسلمين – من المشهد السياسي في اليمن، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول نوايا واشنطن وخططها المستقبلية في المنطقة.
وبحسب تقرير نشرته وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مركز أبحاث اقتصادي تابع للاستخبارات الأمريكية، فإن الولايات المتحدة باتت ترى في حزب الإصلاح عائقاً حقيقياً أمام تحقيق تسوية سياسية شاملة في اليمن، مشيرة إلى أن تحييد الحزب وتصنيفه كجماعة إرهابية هو "المدخل الأساسي لإنهاء الحرب وبناء استقرار دائم".
التقرير، الذي يُعد الأول من نوعه منذ سنوات، يمثل تحوّلاً جذرياً في موقف واشنطن، التي كانت حتى عهد قريب – وتحديداً خلال إدارة بايدن – تعتبر حزب الإصلاح شريكاً استراتيجياً في اليمن.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعني عملياً منح الضوء الأخضر لصنعاء لاستكمال السيطرة على كامل الجغرافيا اليمنية، دون وجود معرقلين سياسيين.
ويأتي هذا العرض الأمريكي في وقت حرج تمر به واشنطن، حيث تعاني من مأزق استراتيجي حقيقي بسبب العمليات العسكرية اليمنية المتصاعدة نصرة لغزة، والتي استهدفت سفنًا مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وامتدت لتطال عمق الأراضي المحتلة.
ومنذ بداية العدوان على غزة، رفضت صنعاء عروضاً أمريكية متعددة تضمنت رفع العقوبات وإغراءات اقتصادية مقابل وقف الدعم العسكري لغزة، مؤكدة أن هذا الدعم "موقف ديني وأخلاقي لا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف".
اللافت أن واشنطن، بحسب التحليل السياسي المرافق للتقرير، تخلت هذه المرة عن شرط وقف العمليات المناصرة لغزة كمدخل للتفاوض، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً على انكسار في الموقف الأمريكي بعد فشل حملات عسكرية متواصلة لإيقاف تلك العمليات التي كبدت البحرية الأمريكية خسائر متزايدة في البحر الأحمر.
وكانت الولايات المتحدة قد جمدت ترتيبات اتفاق سلام يمني سعودي في عام 2023، بعد إعلان اليمن رسمياً انخراطه في العمليات العسكرية لدعم غزة، وهو ما أثار غضباً أمريكياً واسعاً في حينه.
وحتى اللحظة، لم يصدر عن صنعاء موقف رسمي من العرض الأمريكي الجديد، لكن مصادر قريبة من دوائر صنع القرار في العاصمة اليمنية أكدت أن صنعاء لا تزال ترفض أي تفاوض مشروط بوقف الدعم لغزة، وأن أي مسار سلام يجب أن يكون مستقلاً عن القضايا الإقليمية، لا سيما قضية فلسطين.
خلاصة:
العرض الأمريكي الأخير، والذي يتضمن لأول مرة إزاحة "الإصلاح" من المشهد، يُظهر حجم التغيّر في الحسابات الأمريكية، بعد أن أصبحت "الورقة اليمنية" أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. وبينما تحاول واشنطن كسب ودّ صنعاء عبر التخلّص من شركاء الأمس، يبقى السؤال: هل تقبل صنعاء بهذا التحوّل… أم أن القضية الفلسطينية ستبقى فوق كل العروض؟.