ليس بريئًا كما تظن.. البيض تحت الاتهام في قضية السكري

في مفاجأة قد تصدم الكثيرين ممن يعتبرون البيض خيارًا صحيًا يوميًا على مائدة الإفطار، كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في المجلة البريطانية للتغذية أن تناول بيضة واحدة أو أكثر يوميًا قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 60%.

الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 8000 مشارك ضمن مسح الصحة والتغذية في الصين، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من البيض كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري، مقارنة بمن تناولوا كميات أقل بكثير.

ليس ذلك فحسب، بل اتضح أن من يستهلكون البيض بكثرة يميلون إلى نمط حياة أقل نشاطًا بدنيًا، ويعتمدون على نظام غذائي غني بالدهون والبروتينات الحيوانية، كما سجلت لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول في الدم، مما يعزز ارتباط البيض بالعديد من عوامل الخطر الصحية.

ويشير الباحثون إلى وجود عدة آليات محتملة تفسر هذه العلاقة، أبرزها تأثير مادة "الكولين" الموجودة في صفار البيض، والتي قد تؤدي إلى التهابات وزيادة الإجهاد التأكسدي في الجسم، فضلاً عن وجود مركبات في بياض البيض قد تعيق امتصاص الكربوهيدرات.

كما لفتت الدراسة إلى أن التحول الغذائي في الصين – من النظام الغذائي التقليدي الغني بالخضروات إلى أنماط غذائية غربية غنية باللحوم والأطعمة المصنعة – قد ساهم في هذا الارتفاع المفاجئ في استهلاك البيض ومعدلات الإصابة بالسكري.

النتائج لم تقتصر على الصين فحسب، بل تدعمها دراسات سابقة أُجريت في الولايات المتحدة، حيث أظهرت بيانات من دراسة صحة الأطباء ودراسة صحة المرأة أن تناول سبع بيضات أو أكثر أسبوعيًا قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 77%.

وفي ضوء هذه النتائج، قد يكون من الضروري إعادة النظر في عاداتنا الغذائية اليومية، خاصة فيما يتعلق بالأطعمة التي نظنها "صحية بالمطلق". فالاعتدال، كما يبدو، لا يزال مفتاح الوقاية.