صفقة في الظل.. أسرار الاتفاق الخفي بين أمريكا وصنعاء في مسقط تُكشف لأول مرة

في وقت تتصدر فيه المواجهات في غزة والعلاقات الإسرائيلية-الحوثية المشهد، وبينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة مثيرة للجدل إلى الشرق الأوسط، كشف الكاتب الصحفي أحمد الشلفي عن اتفاق غير معلن جرى في الكواليس بين واشنطن وجماعة الحوثي، رعته سلطنة عُمان بهدوء بالغ، بعيدًا عن الأضواء.
الاتفاق، الذي وُصف بأنه شفهي لكنه فعلي، سبقته سلسلة من اللقاءات السرية في مسقط، شارك فيها ممثلون عن الحوثيين بقيادة محمد عبد السلام، والمتواجد في العاصمة العمانية منذ فترة، إلى جانب مبعوثين أمريكيين زاروا عُمان مرارًا.
وبحسب الشلفي، فإن من يقف خلف إشعال فتيل هذا المسار هو السفير الأمريكي في الكويت أمير غالب – يمني الأصل – الذي يُقال إنه شكّل جسرًا حيويًا بين الحوثيين والإدارة الأمريكية. ورغم غموض التفاصيل، فإن المؤشرات تؤكد أن غالب لعب دورًا حاسمًا في تمهيد الطريق نحو تفاهم مرحلي.
ووفقًا لما نقلته مجلة أتلانتك الأمريكية، فقد كانت الرياض الأكثر قلقًا من تداعيات هذه الاتصالات، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الحوثية، ما دفعها إلى تحرك دبلوماسي مكثف لإقناع ترامب بتجميد تصعيده العسكري، وهو ما تحقق فعلاً، إذ أعلن وقف الهجمات بشكل مفاجئ.
ـ ضغوط متبادلة:
تحليل السياق الإقليمي والدولي يُظهر أن الطرفين – واشنطن والحوثيين – وجدا نفسيهما أمام ضغوط متبادلة:
الضربات الأمريكية المكثفة على معاقل الحوثيين أضعفت بنيتهم العسكرية رغم إنكارهم ذلك. حسب كلام الشلفي.
واشنطن أرادت إيصال رسائل مباشرة لإيران، وفي الوقت نفسه تجنّب تصعيد واسع قد يُربك زيارة ترامب المرتقبة.
السعودية ضغطت بقوة لوقف الهجمات حماية لأمنها الداخلي وحدودها الجنوبية.
ودول الخليج باركت التفاهم كخطوة للتهدئة الإقليمية الأوسع، خاصة مع تعقيد الملف الإيراني.