رسائل ناعمة من الرياض لصنعاء؟: السعودية تطلق معتقلين متهمين بالتواصل مع الحوثيين

في خطوة مفاجئة اعتُبرت إشارة جديدة على رغبة الرياض في خفض التوتر مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أفرجت السلطات السعودية خلال الساعات الماضية عن معتقلين اثنين كانا محتجزين بتهم تتعلق بالتخابر مع الجماعة.
ويأتي هذا التطور وسط مناخ سياسي متوتر، حيث تتزامن محاولات السعودية للتقارب مع صنعاء مع تحركات أثارت شكوك الحوثيين بشأن النوايا الحقيقية للرياض، خصوصًا في ظل المستجدات الإقليمية المتسارعة.
أبرز المفرج عنهم هو موسى عمر غازي، الذي أمضى سبع سنوات في السجون السعودية بعد اعتقاله من داخل المسجد النبوي عام 2018 على خلفية مواقفه المعارضة للحرب على اليمن.
ورغم صدور تبرئة قضائية بحقه قبل خمس سنوات، ظل رهن الاحتجاز حتى الإفراج عنه مؤخرًا، في ما وصفه متابعون بـ"القرار السياسي المؤجل".
من جهة أخرى، أعلن عضو المجلس الرئاسي فرج البحسني إطلاق سراح العميد محمد اليمني، أركان المنطقة العسكرية الثانية، والذي كان قد نُقل قبل أشهر من حضرموت إلى معتقل سعودي بعد اتهامه بالتواصل مع الحوثيين.
وتنتمي هذه الأسماء إلى قائمة طويلة من اليمنيين الذين اعتقلتهم الرياض منذ بدء تدخلها العسكري في اليمن عام 2015، وسط اتهامات متكررة بانتهاكات قانونية وحقوقية بحق الموقوفين.
وبرغم أن المفرج عنهما لا يُعتبران بالضرورة من المحسوبين على أنصار الله، إلا أن توقيت الإفراج يشير إلى رغبة سعودية في إرسال إشارات تهدئة وربما فتح قنوات خلفية للتواصل مع الجماعة، في ظل تصاعد الحديث عن تغييرات في أولويات الرياض الإقليمية، وارتباط بعضها بتطورات المشهد الفلسطيني-الإسرائيلي.